التعليم
مقدمة
يوجد التعليم في المجتمع السوداني بشكله المجتمعي المتمثل في الخلاوي والمساجد منذ انتشار الإسلام. جاءت سلطنة سنار لتهتم بالتعليم وكذلك الدولة المهدية. يعود تاريخ التعليم في السودان إلى أحقاب بعيدة وساهمت في انتشاره المدارس القرآنية، إلا أن أول مدرسة نظامية تم افتتاحها سنة 1855 م في الخرطوم على النمط الغربي في العهد التركي المصري، وجُلب لها علماء بارزين حينذاك أمثال رفاعة رافع الطهطاوي.
شهد التعليم عدة إصلاحات في عهود ما بعد الاستقلال، آخرها في عام 1986 م، والتي أفضت إلى سلم تعليمي يتكون من ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى: تعرف بمرحلة ما قبل المدرسة للأطفال من سن الرابعة وحتى السادسة وتتمثل في رياض الأطفال.
- المرحلة الثانية: مرحلة التعليم الأساسي وتستقبل التلاميذ والتلميذات من سن السادسة وتمتد حتى ثمان سنوات.
- المرحلة الثالثة: مرحلة التعليم الثانوي المتعدد المجالات (أكاديمي وفني وديني) وتمتد إلى ثلاث سنوات. في نهايتها يجلس الطلبة لامتحان للتأهل إلى التعليم العالي في الجامعات والمعاهد العليا المتخصصة. توجد في السودان 19 جامعة أبرزها جامعة الخرطوم.
نال تعليم المرأة في السودان اهتماماً منذ وقت طويل، وكانت مدرسة الأحفاد التي وضع لبناتها الأولى في أم درمان الشيخ بابكر بدري في عام 1922 م، الأولى في تعليم المرأة. يصل عدد مدارس البنات ما يعادل ثلث مجموع المدارس الحكومية في السودان، وقد تحولت مدرسة الأحفاد إلى جامعة نسوية الآن.
وفقاً لتقديرات البنك الدولي لعام 2002 م، فإن معدل معرفة القراءة والكتابة لدى البالغين في السودان الذين تتراوح أعمارهم من 15 عاماً فما فوق يبلغ 60 في المئة، وتُقدر نسبة الأمية وسط الشباب (15-24 سنة) حوالي 23 في المئة.
محو الأمية وتعليم الكبار
تهدف سياسة التعليم إلى محو الأمية الأبجدية والحضارية، تمكيناً لكل مواطن للارتقاء وحفز فاعليته الاجتماعية. استهدفت استراتيجية محو الأمية ثمانية ملايين مواطن يمثلون 48% من الشريحة الإنتاجية (5-54 سنة) و61% من شريحة اليافعين خارج المدرسة من الفئة العمرية (9-41 سنة).
يوجد أيضاً محو الأمية الحضارية الذي يعني محو الأمية الأبجدية في إطار حركة المجتمع نحو التغير الحضاري بدراسة مشكلات التخلف وبرامج المشاركة في تنمية المرأة بإزالة أميتها في إطار أنشطة تتناول حل المشكلات التي تواجهها، تمكيناً لها من التوعية والمساهمة في تنمية مجتمعها.
بالإضافة إلى ذلك، هناك محو الأمية بالنصوص القرآنية وهو موجه للجماعات ذات الإقبال على التعليم الديني، ويرمي إلى تعليم القراءة والكتابة من خلال النصوص القرآنية. يهدف في مرحلته الثانية إلى اكتساب معلومات من منظور إسلامي في الصحة والنشأة الاجتماعية والثقافة العامة.