التنوع الثقافي

السودان أرض الحضارة والتاريخ

التنوع الثقافي

اطلق اسم السودان منذ قديم العصور على المنطقة التي يقيم فيها العنصر الزنجي الأسود في إفريقيا، خاصة تلك المنطقة التي تقع إلى الجنوب من شمال إفريقيا من الصومال وإثيوبيا في الشرق إلى السنغال في الغرب. أما المنطقة التي يشملها السودان الحالي فقد عُرفت بأسماء الممالك التي سادت فيه لقرون عديدة مثل كرمه، كوش، نبتة، مروي، سوبا، الفونج، دارفور وغيرها.

وكان الموقع الذي يحتله السودان يمثل نقطة التقاء بين حضارات منطقة البحر المتوسط وآسيا، مما شكّل حافزاً لهجرات عديدة أثرت في السودان الحديث بهذا الكم الهائل من المجموعات العرقية التي تقيم فيه وتتنوع جذورها الثقافية. كما كان لوجود نهر النيل الذي يشق البلاد من أعلاه إلى أدناه أثر كبير على حضارة هذا البلد وتنوعه الثقافي.

وقد أدى ذلك إلى وجود أكثر من مائة لهجة مختلفة يتم استعمالها للتخاطب في مختلف أنحاء السودان. كما أن هناك ما يربو على الخمسين مجموعة عرقية تنقسم إلى أكثر من تسعمائة مجموعة أصغر.

أهم قبائل السودان

عندما تم الاتصال لأول مرة بين المسلمين والعرب في السودان في النصف الأول من القرن السابع الميلادي، كانت هنالك ثلاث مجموعات عرقية كبيرة تقطن البلاد وهي:

1/ النوبيون على النيل، ولهم مملكتان مسيحيتان هما المقرة وعلوة، تمتدان من جنوب مصر إلى أواسط السودان.

2/ قبائل البجة، وتحتل المنطقة الفاصلة بين النيل والبحر الأحمر.

3/ القبائل الزنجية، وتقيم في غرب السودان الحالي وكذلك جنوبه.

ومع ازدياد هجرات القبائل العربية إلى كل أنحاء شمال السودان في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، ظهرت فيما بعد قبائل عربية مستقرة في السودان قسمها علماء الاجتماع إلى قسمين رئيسين:

قبائل الجعلين

وتضم الشايقية، الرباطاب، الجعلين، وهناك بعض قبائل الجعليين التي ابتعدت عن النيل لسبب أو آخر واختارت حياة البداوة، وهي قبائل البطاحين البدوية والجوامعة.

قبائل جهينة

وتضم الشكرية، الكبابيش، الرزيقات، البقارة، الجوامعة، بنو حسين، التعايشة، الترجم، السلامات، الحوطية، بنو هلبا، المسيرية، وبنو عجلان. وفي غرب السودان توجد قبائل ذات أصول زنجية أهمها الفور، الزغاوة، البرتي، المراريت، الميما، الفلاتة، وقبائل النوبة في مناطق جنوب كردفان، وكذلك قبائل الأنقسنا بمنطقة النيل الأزرق.