الزرعة في السودان
تشكل الزراعة وتربية الماشية من أهم المصادر الرئيسية لكسب العيش في السودان وذلك لنحو أكثر من 61 % من السكان العاملين في أوائل عام 1990 م. ويعتبر السودان واحد من أكبر ثلاث بلدان في القارة أفريقية من حيث المساحة وواحد من أهم بلدان العالم التي تتوافر فيه المياه والأراضي الزراعية الصالحة للزراعة بما يقارب ثلث إجمالي مساحته البالغة 1,886,068 كيلومتر مربع، (728,215 ميل مربع)، مما يجعله "سلة غذاء" عالمية مؤكدة.
وقدرت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في عام 1998 م، بحوالي 16,900,000 هكتار (41.8 مليون فدان) منها حوالي 1.9 مليون هكتار (4.7 مليون فدان) من الأراضي المروية، خاصة على ضفاف نهر النيل والأنهار الأخرى في شمال البلاد.
ويعتبر القطن من محاصيل التصدير الرئيسية. والسودان هو من أكبر البلدان المنتجة للسمسم في العالم، يأتي ترتيبه الثالث بعد الهند والصين، وهو أيضاً من دول العالم الأكثر إنتاجاً للذرة.
أنواع الزراعة في السودان
هناك أربع أنواع رئيسية للزراعة في السودان، ويعتمد تصنيفها على نوع الريّ أو أسلوب الإنتاج وهي:
- الزراعة المطرية: المعتمدة على تساقطات الأمطار وتغطي حوالي 25% من المساحة المزروعة.
- الزراعة المروية: بالريّ الصناعي (25%) (نهر النيل وروافده) وهذه بدورها تنقسم إلى زراعة عن طريق الريّ الانسيابي (من السدود والخزانات) والريّ بالطلمبات (مضخات سحب المياه من النهر).
- الريّ الفيضي: (الأراضي المغمورة بمياه الفيضانات الدورية كما في دلتا نهر القاش، والزراعة الآلية (12%) أي تلك التي تستخدم الآلة في عمليات إنتاجها.
- الزراعة التقليدية: في أطراف القرى والبوادي بواسطة الأهالي.
السدود
السدود التي توفر مياه الريّ الانسيابي في الوقت الحالي هي: سد الروصيرص، وخزان سنار وسد مروي وخزان خشم القربة. وهناك مشاريع سدود قيد التنفيذ مثل مجمع سدي أعالي نهر عطبرة وسيتيت في منطقة الرميلة على نهر عطبرة وبردانة على نهر سيتيت في كل من ولاية كسلا وولاية القضارف على التوالي بهدف إضافة مليون فدان أراض صالحة للزراعة، وتوليد طاقة كهربائية قدرها 320 ميغاواط، بالإضافة إلى سدي الشِرَيْك وكجبار بولايتي نهر النيل والشمالية.
تربة السودان
تتكون سهول السودان من أنواع مختلفة من التربة أهمها:
- التربة الرملية في الإقليم الصحراوي وشبه الصحراوي في شمال وغرب السودان، وهي تربة هشة قليلة الخصوبة تستغل في زراعة الدخن والفول السوداني والسمسم والكركدي كما توفر مرعى هاماً للإبل والضأن والماعز.
- التربة الطينية في أواسط وشرق السودان، وهي تمثل أهم مناطق زراعة القطن والزراعة الآلية المطرية كما تمثل مصدراً هاماً للمنتجات الغابية، خاصة حطب الوقود والصمغ العربي. ومعظم إنتاج السودان من الذرة، المحصول الغذائي الرئيسي في السودان يتم فوق هذه التربة.
أراضي السودان الصالحة للزراعة
- الأراضي الصحراوية: تقدر مساحتها بحوالي 668 ألف كيلومتر مربع، وتتكون من تلال وصخور ورمال. ويقل معدل الأمطار فيها عن 100 مليمتر سنوياً. ويقتصر النشاط الاقتصادي فيها على رعي قطعان الإبل والماعز كما تمارس فيها الزراعة المروية في المناطق المحاذية لنهر النيل.
- الأراضي شبه الصحراوية: تبلغ مساحتها حوالي 289 ألف كيلومتر مربع وتتكون من صخور ومساحات متعرية. وتتراوح كمية الأمطار فيها بين 100 و225 مليمتر في العام. ويمارس فيها الرعي وفلاحة المحاصيل المقاومة للجفاف مثل الدخن.
- الأراضي الساحلية: وتقع محاذية للشريط الساحلي على البحر الأحمر وتقدر مساحتها بحوالي 68 كيلومتر مربع. وتتكون من سهول وسلسلة تلال وتسودها الأمطار الشتوية وتستغل في رعي المواشي.
- أراضي القوز: وهي الأرضي التي تنتشر فيها الكثبان الرملية وتقدر مساحتها الكلية بحوالي 240 ألف كيلومتر مربع، ويشمل نشاطها الاقتصادي رعي الحيوان والزراعة المطرية والمختلطة.
- السهول الطينية الوسطى: وتبلغ مساحتها الكلية بحوالي 119.500 كيلومتر مربع. وتتميز بتربتها الطينية المتشققة وتعتبر من أهم دعامات الإنتاج الزراعي في السودان، حيث تمارس فيها الزراعة المروية والزراعة المطرية وتربية الحيوان.
- السهول الطينية الجنوبية: وتمتد في مساحة تقدر بحوالي 247 ألف كيلومتر. ومعظم الأراضي فيها معرضة للغمر بمياه فيضان النيل وتنتشر فيها الغابات. وتمارس فيها الزراعة المروية والزراعة المطرية والرعي.
- الأراضي الجنوبية الشرقية: تقدر بحوالي 104.500 كيلومتر مربع. تتكون من الجبال والتلال والسهول والمستنقعات. تتراوح الأمطار فيها بين 600 و1500 ملم سنوياً. يزرع فيها البن والشاي والفاكهة والغابات، كما تستخدم في رعي الحيوان.
- الأراضي الجبلية: وتضم أراضي جبل مرة التي تقع على ارتفاع 1000 متر فوق سطح البحر وتقدر مساحتها بحوالي 29 ألف كيلومتر مربع. وتتراوح كمية الأمطار فيها بين 600 و1000 مليمتر سنوياً. ويسودها مناخ البحر الأبيض المتوسط الذي يتميز بشتاء بارد ممطر مما يجعلها تصلح لزراعة محاصيل لا تصلح زراعتها في مناطق السودان الأخرى مثل الفراولة والتفاح، كما تمارس فيها الرعي والزراعة الآلية على نطاق ضيق وكذلك زراعة الغابات.
- أراضي جبال النوبة: وتتكون من عدة تلال متقطعة منحدرة تتوسط أراض سهلية طينية وتقدر مساحتها بحوالي 65 ألف كيلومتر مربع. وتصلح للإنتاج الزراعي الآلي والرعي.
الأقاليم المناخية
السودان قطر مترامي الأطراف يمتد بين خطي عرض 3 – 23 شمال وخطي طول 22-39 شرق وتبلغ المساحة حوالي 600 مليون فدان موزعة على النحو التالي:
- الأراضي الصالحة للزراعة حوالي 200 مليون فدان (85 مليون هكتار).
- المراعي الطبيعية والغابات 279 مليون فدان.
- متبقى المساحة عبارة عن صحراء ومستنقعات ومياه سطحية.
اكتسب السودان مناخات متباينة تبعاً لتباين كميات الأمطار وتوزيعها وتفاوت الغطاء النباتي وتنوع التربة حيث تم تقسيمه كالآتي:
- المنطقة الصحراوية: تقع شمال خط عرض 16 ش وتقدر بحوالي 29% من المساحة الكلية يندر فيها هطول الأمطار وتنحصر الزراعة على جانبي النيل برفع المياه بالطلمبات وري الحياض واستخدام محدود للمياه الجوفية. تسود زراعة النخيل، القمح، البقوليات، الخضر، الفاكهة والتوابل. التوسع المرتقب في الزراعة ينحصر في استخدام الأراضي العالية على ضفتي النيل والوديان وذلك بتكثيف الزراعة وزيادة الإنتاج.
- المنطقة شبه الصحراوية: تمتد بين خطي 14-16 ش وتقدر بـ 20% من المساحة الكلية تتفاوت أمطارها بين 75 و300 ملم يمتد فيها الحجر النوبي، بها غطاء نباتي شحيح وتتسم بتقلبات الأمطار مما يعرضها لموجات من الجفاف والتصحر وتصلح لمرعى القطعان المتحركة وينصح بالحد من زراعة المحاصيل فيها عدا الخيران ومصادر المياه المضمونة.
- منطقة السافنا الفقيرة: تمتد بين خطي عرض 12-14 ش وتقدر بحوالي 25% من المساحة الكلية تسودها الأمطار الصيفية وتتناقص نحو الشمال الغطاء النباتي بها ضعيف تصلح لرعي الإبل والماعز والضأن. تزرع فيها الذرة والدخن والفول السوداني وزهرة الشمس والكركدي على مياه الأمطار في حالة توفرها، وكذلك الخضر والفاكهة مثل المانجو والموالح. من المشاكل التي تواجه هذه المنطقة ارتفاع درجات الحرارة وزحف الرمال وتعاقب سنوات الجفاف.
- منطقة السافنا الغنية: تقع بين خطي عرض 10-12 ش وتشكل 14% من المساحة الكلية تتراوح كمية الأمطار بين 400 – 800 ملم وتتناقص نحو الشمال. تزرع فيها الذرة والفول السوداني وزهرة الشمس والمحاصيل النقدية مثل القطن. بها غطاء نباتي يصلح للرعي وتربية الحيوان.
- منطقة السافنا الغنية: تقع بين خطي عرض 4.40-8.30 شمالاً وتشكل حوالي 8% من مساحة السودان تسودها الأمطار الصيفية بكثافة تتراوح بين 800 و1500 ملم.
أمطارها تساعد على تكوين غطاء نباتي كثيف، تصلح لإنتاج الموز والفاكهة المدارية الأخرى والخضر والذرة والدخن والقطن. كما بها مناطق رعوية وغابات طبيعية حيث يوجد فيها حوالي 50% من إنتاج السودان من الإخشاب.